«الأونروا» تفتتح 130 مركزاً مؤقتاً بغزة لإنقاذ مستقبل 47 ألف طفل
«الأونروا» تفتتح 130 مركزاً مؤقتاً بغزة لإنقاذ مستقبل 47 ألف طفل
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عن افتتاح 130 مركزًا تعليميًا مؤقتًا، ما أتاح لنحو 47 ألف طفل فرصة العودة إلى التعلم المباشر في أنحاء غزة رغم الدمار الواسع الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وأكد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني في بيان له عبر منصة "إكس"، اليوم السبت، أن الوكالة ما تزال أكبر مزود لخدمات التعليم في حالات الطوارئ والدعم النفسي والاجتماعي في غزة، مشددًا على أن التعليم يمنح الأطفال الفلسطينيين بصيص أمل ويساعدهم على التعافي من الصدمات التي تعرضوا لها.
وأقر لازاريني بأن الطريق ما يزال طويلًا وشاقًا لتشجيع المزيد من الأطفال على العودة إلى الدراسة، وسط تحديات هائلة تعترض العملية التعليمية، أبرزها الدمار الواسع الذي طال البنية التحتية للمدارس، حيث خرجت 85% من المدارس عن الخدمة نتيجة القصف والتدمير الجزئي أو الكلي، فيما تعرضت 95% من المباني التعليمية لأضرار متفاوتة خلال أشهر الصراع.
تحذيرات من "جيل ضائع"
إلى جانب التحديات الميدانية، تواجه الأونروا أزمة مالية خانقة تهدد استمرارها، حيث حذر لازاريني من أن انهيار الوكالة يعني التضحية بجيل كامل من الأطفال الفلسطينيين، الذين سيُحرمون من حقهم في التعليم.
وأضاف أن فقدان الأونروا سيؤدي إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة، لافتًا إلى أن الوكالة الأممية تعد شريان حياة لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والأردن.
الوجود الدولي في فلسطين
في السياق ذاته، اتهمت المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، إسرائيل بالسعي إلى تصفية الأونروا، مشيرة إلى أن الوكالة تمثل رمزًا للوجود الإنساني الدولي في فلسطين.
وكانت الأونروا قد أعلنت سابقًا أن نحو 260 ألف طفل من غزة التحقوا ببرنامج التعلم عن بعد الذي أطلقته منذ يناير الماضي، في محاولة لتعويض الطلاب عن خسائرهم التعليمية في ظل استمرار الحرب.
عام دراسي وسط الركام
رغم كل التحديات، بدأ العام الدراسي الجديد في 23 فبراير الماضي، لكن الظروف القاسية التي فرضتها الحرب جعلت استئناف التعليم تحديًا يوميًا للمعلمين والطلاب، حيث يعاني الآلاف من الأطفال من الصدمات النفسية والتشرد، فيما تفتقر المرافق التعليمية لأبسط مقومات العملية التعليمية.
ومع استمرار القصف والحصار، يجد أطفال غزة أنفسهم أمام مستقبل غامض، حيث يكافحون من أجل حقهم الأساسي في التعلم وسط أنقاض مدارسهم المدمرة جراء الحرب التي شنتها إسرائيل في أعقاب هجمات 7 أكتوبر 2023 والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 48 ألف شخص وإصابة أكثر من 111 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وفي ظل هذه الأزمة، يبرز التساؤل حول دور المجتمع الدولي في دعم الأونروا وضمان استمرار التعليم لأطفال فلسطين، قبل أن يصبح التحذير من "جيل ضائع" واقعًا مؤلمًا لا يمكن إصلاحه.